فصل: 29- هل تفنى الأعراض؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين (نسخة منقحة)



.29- هل تفنى الأعراض؟

واختلفوا هل تفنى الأعراض أم لا؟
1- فقال قائلون: الأعراض كلها لا يقال أنها تفنى لأن ما جاز أن يفنى جاز أن يبقى.
2- وقال قائلون: هي تفنى بمعنى تعدم.
3- وقال قائلون: ما يجوز أن يبقى منها يجوز أن يفنى وما لا يجوز أن يفنى.

.30- هل للأعراض بقاء؟

واختلفوا هل لها بقاء أم لا؟
1- فقال قائلون: تبقى ببقاء الجسم.
2- وقال قائلون: تبقى لا ببقاء.
3- وقال قائلون: تبقى ببقاء لا في مكان.

.31- قولهم في فناء الأعراض؟

واختلفوا في فنائها:
1- فقال قائلون: تفنى بفناء لا في مكان.
2- وقال قائلون: تفنى بفناء في غيرها والسواد فناء للبياض إذا حدث بعهده.
3- وقال قائلون: تفنى لا بفناء.

.32- رؤية الأجسام والأعراض؟

واختلف الناس في رؤية الأعراض والأجسام:
1- فقال أبو الهذيل: الأجسام ترى وكذلك الحركات والسكون والألوان والاجتماع والافتراق والقيام والقعود والاضطجاع وأن الإنسان يرى الحركة إذا رأى الشيء متحركًا ويرى السكون إذا رأى الشيء ساكنًا برؤيته له ساكنًا وكذلك القول في الألوان والاجتماع والافتراق والقيام والقعود والاضطجاع وكل شيء إذا رأى الرائي الجسم عليه فرق بينه وبين غيره إذا كان على غير تلك المنظرة وفرق بينه وبين غيره مما ليس على منظرة فهو راء لذلك الشيء.
وكان يزعم أن الإنسان يلمس الحركة والسكون بلمسه للشيء متحركًا أو ساكنًا لأنه قد يفرق بين الساكن والمتحرك بلمسه له ساكنًا ومتحركًا كما يفرق بين الساكن والمتحرك برؤيته لأحدهما ساكنًا والآخر متحركًا وكذلك كل شيء من الأجسام إذا لمسه الإنسان فرق بينه وبين غيره مما ليس على هيئته بلمسه إياه فهو يلمس ذلك العرض.
وكان يزعم أن الألوان لا تلمس لأن الإنسان لا يفرق بين الأسود والأبيض باللمس.
2- وكان الجبائي يوافقه في رؤية الأجسام والأعراض وكان يخالفه في لمس الأعراض.
3- وكان بعض أهل الكلام ينكر أن يكون الإنسان يلمس الحرارة والبرودة ويزعم أنه يجدها لا بأن يلمسها.
4- وقال النظام: الأعراض محال أن ترى وأنه لا عرض إلا الحركة ومحال أن يرى الإنسان إلا الألوان والألوان أجسام ولا جسم يراه الرائي إلا لون.
5- وقال عباد بن سليمان: الأعراض لا ترى ولا يرى الرائي إلا الأجسام ولا يرى إلا وهو ذو جهات وأنكر أن يرى أحد لونًا أو حركة أو سكونًا أو عرضًا.
6- وقال قائلون: الأجسام لا ترى ولا يرى إلا لون والألوان أعراض وهو أبو الحسين الصالحي ومن قال بقوله.
7- وقال قائلون: يرى اللون والملون ولا ترى الحركات والسكون وسائر الأعراض.
8- وقال معمر: إنما تدرك أعراض الجسم فأما الجسم فلا يجوز أن يدرك.

.33- هل خلق الشيء هو الشيء نفسه أم غيره؟

واختلف الناس في خلق الشيء هل هو الشيء أم غيره؟
1- فقال أبو الهذيل: خلق الشيء الذي هو تكوينه بعد أن لم يكن هو غيره وهو إرادته له وقوله له: كن والخلق مع المخلوق في حاله وليس بجائز أن يخلق الله- سبحانه- شيئًا لا يريده ولا يقول له كن وثبت خلق العرض غيره وكذلك خلق الجوهر وزعم أن الخلق الذي هو إرادة وقول لا في مكان وزعم أن التأليف هو خلق الشيء مؤلفًا وأن الطول هو خلق الشيء طويلًا وأن اللون خلقه له ملونًا وابتداء الله الشيء بعد أن لم يكن هو خلقه له وهو غيره وإعادته له غيره وهو خلقه له بعد فنائه وإرادة الله- سبحانه- للشيء غيره وإرادته للإيمان غير أمره به وكان يثبت الابتداء غير المبتدأ والإعادة غير المعاد والابتداء خلق الشيء أول مرة والإعادة خلقه مرة أخرى.
2- وقال هشام بن عمرو الفوطي: ابتداء الشيء مما يجوز أن يعاد غيره وابتداؤه مما لا يجوز أن يعاد ليس بغيره والإرادة المراد.
3- وكان عباد بن سليمان إذا قيل له: أتقول أن الخلق غير المخلوق قال: خطأ أن يقال ذلك لأن المخلوق عبارة عن شيء وخلق وكان يقول: خلق الشيء غير الشيء ولا يقول الخلق غير المخلوق وكان يقول أن خلق الشيء قول كما كان يقول أبو الهذيل ولا يقول أن الله قال له كن كما كان أبو الهذيل يقول.
4- وحكى زرقان عن معمر أنه كلن يزعم أن خلق الشيء غيره وللخلق خلق إلى ما لا نهاية له وإن ذلك يكون في وقت واحد معا.
5- وحكي عن هشام بن الحكم أن خلق الشيء صفة له لا هو هو ولا غيره.
6- وقال بشر بن المعتمر: خلق الشيء غيره والخلق قبل المخلوق وهو الإرادة من الله للشيء.
7- وقال إبراهيم النظام: الخلق من الله- سبحانه- الذي هو تكوين هو المكون وهو الشيء المخلوق وكذلك الابتداء هو المبتدأ والإعادة هي المعاد والإرادة من الله- سبحانه- تكون إيجادًا للشيء وهي الشيء وتكون أمرًا وهي غير المراد كنحو إرادة الله للإيمان هي أمره به وتكون حكمًاُ وإخبارًا وهي غير المحكوم والمخبر عنه وكان [...] 1 إرادة الله- سبحانه- أن يقيم القيامة يعني أنه حاكم بذلك مخبر به والابتداء هو المبتدأ والإعادة هي المعاد وهي خلق الشيء بعد إعدامه.
8- وقال الجبائي: الخلق هو المخلوق والإرادة من الله غير المراد وفعل الإنسان هو مفعوله وإرادته غير مراده.
وكان يزعم أن إرادة الله- سبحانه- للإيمان غير أمره به وغير الإيمان وإرادته لتكوين الشيء غيره.
9- وأظن أن مثبتًا ثبت الخلق هو المخلوق والإعادة غير المعاد.

.34- هل الخلق مخلوق؟

واختلف الذين قالوا أن خلق الشيء غيره في الخلق هل هو مخلوق أم لا؟
1- فقال أبو موسى الدردار أن الخلق غير المخلوق والخلق مخلوق في الحقيقة وليس له خلق.
2- وقال أبو الهذيل: الخلق الذي هو تأليف والذي هو لون والذي هو طول والذي هو كذا كل ذلك مخلوق في الحقيقة وهو واقع عن قول وإرادة والخلق الذي هو قول وإرادة ليس بمخلوق في الحقيقة وإنما يقال: مخلوق في المجاز.
3- وقال قائلون: لا يقال الخلق مخلوق على وجه من الوجوه.
4- وقال زهير الأثري: الخلق غير المخلوق وهو إرادة وقول وهو محدث ليس بمخلوق.
5- وقال أبو معاذ التومني: الخلق حدث وليس بمحدث ولا مخلوق وأن الإرادة من الله- سبحانه- تكون إيجادًا وهي خلق وتكون أمرًا.
وكان يزعم أن القرآن حدث ليس بمخلوق ولا محدث.

.35- قولهم في البقاء والفناء:

واختلف المتكلمون في البقاء والفناء:
1- فقال قائلون ممن يثبت خلق الشيء غيره: إن الباقي باق لا ببقاء.
2- وزعم قوم ممن يثبت الخلق هو المخلوق: إن الباقي يبقى ببقاء.
3- وقال أبو الهذيل: خلق الشيء غيره والبقاء غير الباقي والفناء غير الفاني والقباء قول الله-عز وجل- للشيء ابق والفناء قوله: أفن.
4- وقال قائلون من البغداديين: بقاء الشيء غيره وليس للفاني فناء والفاني يفنى لا بفناء.
5- وقال قائلون منهم الجبائي وغيره: الباقي باق لا ببقاء والفاني يفنى لا بفناء غيره.
6- وقال معمر أن للفاني فناء وللفناء فناء لا إلى غاية ومحال أن يفني الله الأشياء كلها.
7- وقال النظام: البقاي يبقى لا ببقاء والفاني فان لا بفناء.
8- وحكى زرقان أن هشام بن الحكم قال: البقاء صفة للباقي لا هو هو ولا غيره وكذلك الفناء.

.36- أين يوجد البقاء والفناء؟

واختلفوا في البقاء والفناء أين يوجدان؟ وهل يوجدان وقتًا واحدًا أو أكثر من ذلك؟
1- فقال أبو الهذيل: البقاء والفناء يوجدان لا في مكان وكذلك الخلق وكذلك الوقت لا في مكان ولا يجوز أن يوجد أكثر من وقت واحد.
2- وقال قائلون: بقاء الشيء يوجد معه وهو غيره يوجد فيه ما دام باقيًا.
3- وقال محمد بن شبيب: المعنى الذي هو فناء ومن أجله يعدم الجسم لا يقال له فناء حتى يعدم الجسم وأنه حال في الجسم في حال وجوده فيه ثم يعدم بعد وجوده.
4- وقال الجبائي: فناء الجسم يوجد لا في مكان وهو مضاد له ولكل ما كان من جنسه وزعم أن السواد الذي كان في حال وجوده بعد البياض هو فناء للبياض وكذلك كل شيء في وجوده عدم شيء فهو فناء ذلك الشيء وأن فناء العرض يحل في الجسم والفناء لا يفنى.

.37- قولهم في معنى الباقي:

واختلفوا في معنى الباقي؟
1- فقال قائلون: معنى الباقي أن له بقاء وكذلك قولهم في القديم والمحدث وهو قول عبد الله بن كلاب.
2- وقال قائلون: القديم باق بنفسه وغير باق ببقاء ومعنى القول في المحدث إنه باق أن له بقاء لأنه يحوز أن يوجد غير باق.
3- وقال قائلون ممن يذهب إلى أن كل باق فهو باق لا ببقاء: معنى الباقي أنه كائن لا بحدوث وأن القديم لم يزل باقيًا لأنه لم يزل كائنًا لا بحدوث والمحدث في حال كونه بالحدوث ليس بباق وفي الوقت الثاني هو باق لأنه كائن في الوقت الثاني لا بحدوث.
4- وقال آخرون منهم الإسكافي: معنى القول في المحدث إنه باق أنه وجد حالين ومر عليه زمانان فأما القديم فليس ذلك معنى القول فيه أنه باق لأنه لم يزل باقيًا على الأوقات والأزمان.

.38- هل المعاني القائمة بالأجسام أعراض؟

واختلف الناس في المعاني القائمة بالأجسام كالحركات والسكون وما أشبه ذلك هل هي أعراض أو صفات؟
1- فقال قائلون نقول: أنها صفات ولا نقول هي أعراض ونقول هي معان ولا نقول هي الأجسام ولا نقول غيرها لأن التغاير يقع بين الأجسام وهذا قول هشام بن الحكم.
2- وقال قائلون: هي أعراض وليست بصفات لأن الصفات هي الأوصاف وهي القول والكلام كالقول: زيد عالم قادر حي فأما العلم والقدرة والحياة فليست بصفات وكذلك الحركات والسكون ليست بصفات.